الزميل الإعلامي كمال عبدالقادر تساءل في «تويتر» هل الحب له تاريخ صلاحية؟ هل يستطيع الإنسان أن يحب وعمره ٧٠ أو ٨٠ عاماً، هل يمكن أن يولد حب في هذه الفترة وهل يستمر وهل هو حب يختلف عن حب العشرينات والثلاثينات؟ سؤال مهم جداً كي لا نصطدم ببعضنا باسم الحب وهو غير موجود!
بل هو موجود، وحقيقة فالحب يولد مع الإنسان ويموت معه، ليس له عمر محدد أو تاريخ صلاحية معين، فالحب عاطفة ومشاعر روحية الطابع خلقت مع الإنسان وتستمر معه حتى الممات، خلق الله النفس البشرية وجعلها على ثوابت ثلاثة: الفكر والمشاعر والرغبات، وهذه الثوابت يحركها سلوك الإنسان، وتسمى في علم النفس (النفس الإنسانية) والحب هو أسماها وأرفعها في هذه النفس، لذا يأتي الحب على قدر سموها ورقيها وليس على قدر سنوات عمرها أيا كانت.
غريزة الشوق هي المحرك والباعث الحقيقي للحب، وهذا الحب يتحدد في ما يجده الإنسان ويرتاح إليه، ويوجد به دون أن يكون ذلك الشعور مرتبطا بعمر معين سواء للمرأة أو الرجل فالقلب وما يهوى.
يقول الحق (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)، فالحب مصدره القلب لا العقل، فهو فعل قلبي لا عقلي قد يختار العقل لكن وحده القلب من ينبض بالحب ويذوب عشقاً في من أحب، فتراه ينتفض كعصفور في قفص ويرجف كريشة في يوم عاصف ويعلو ويهبط كقارب في بحر لجي يدق بعنف ويتكهرب وكأن به مسا بمجرد ذكر المحبوب أو رؤيته أو حتى أمل كاذب بموعد مقبل، فرياح الحب هوجاء لا ترحم.
ذكر جيمس برستد في كتابه فجر الضمير أن العقل لا ينهى ولكن يقدم للقلب معطيات كل قرار فينشرح القلب لهذا الأمر وينبسط له فيقدم على فعله وقد ينقبض القلب ويضيق فيتجنب هذا الفعل ويقول (قلبي مقبوض). فالقلب هو الحاكم بأمره المتسلط على أعمال الإنسان وقراراته. وقد أكد القرآن أن القلب هو القوة الحقيقية وراء كل فعل إنساني بقوله تعالى (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)، وقوله تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقوله تعالى (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، وغيرها من آيات تؤكد أن القلب هو محرك الإنسان الفعلي والموجه لعواطفه، فالقلب طالما أنه ينبض فهو قادر على أن يهوى وأن يعشق وفي ضرام الحب أن يحرق تردد دقاته أنه قد أضناه عشق الجمال، وإن الصدر قد ضاق بما لا يقال متحسراً على اليوم الذي مر به من غير أن يهوى وأن يعشق.
فالقلب الذي يضنيه عشق الجمال دليل على استمرار تعلقه وعشقه اللا نهائي، وهذا الضنى ليس له زمن محدد، فالحب قد يأتي في أي لحظة من العمر، فقط عندما يتوقف القلب يتوقف الحب فهو من المهد إلى اللحد، وهو ميل الطبع إلى الشيء ومحله القلب ولا يميل القلب إلى القلب إلا إذا كان متوافقا متجانسا، فالأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنكد منها اختلف، فالحب تماسك بين متشابهات لا عمر محددا له مقدرا ومكتوبا، لا يعرف الإنسان متى يطرق الحب باب قلبه، فالحب رزق يسوقه الله قد يتقدم ويأتي في العشرين وقد يتأخر ويأتي في الثمانين والتسعين فيسعد به الإنسان ويفرح ألم يقل بشار بن برد:
تعشقتها شمطاء شباب وليدها
وللناس فيما يعشقون مذاهب
وقد أحب مسلم بن عمران امرأة دمية عجوزا وعاش معها أجمل أيام حياته. وكتب التراث تطفحا بقصص الحب وعمايله مثل رسالة العشق لابن سينا، وطوق الحمامة لابن حزم، يؤكد يحيى بن أكثم أن العشق هو سوانح تسنح للمرء فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه.
وقد عشق الرئيس الفرنسي ماكرون معلمته برجيت ترونيو وعمره (15) وكانت هي (39) عاماً وتوج هذا الحب بالزواج، وهذا دليل أن الحب ليس له تاريخ صلاحية، فطالما القلب ينبض كان الحب. يقول محمود درويش الحب يأتي دون سبب لَيس هناك قيود له لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال ولا يقاس بعمر هو قدر.
بل هو موجود، وحقيقة فالحب يولد مع الإنسان ويموت معه، ليس له عمر محدد أو تاريخ صلاحية معين، فالحب عاطفة ومشاعر روحية الطابع خلقت مع الإنسان وتستمر معه حتى الممات، خلق الله النفس البشرية وجعلها على ثوابت ثلاثة: الفكر والمشاعر والرغبات، وهذه الثوابت يحركها سلوك الإنسان، وتسمى في علم النفس (النفس الإنسانية) والحب هو أسماها وأرفعها في هذه النفس، لذا يأتي الحب على قدر سموها ورقيها وليس على قدر سنوات عمرها أيا كانت.
غريزة الشوق هي المحرك والباعث الحقيقي للحب، وهذا الحب يتحدد في ما يجده الإنسان ويرتاح إليه، ويوجد به دون أن يكون ذلك الشعور مرتبطا بعمر معين سواء للمرأة أو الرجل فالقلب وما يهوى.
يقول الحق (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)، فالحب مصدره القلب لا العقل، فهو فعل قلبي لا عقلي قد يختار العقل لكن وحده القلب من ينبض بالحب ويذوب عشقاً في من أحب، فتراه ينتفض كعصفور في قفص ويرجف كريشة في يوم عاصف ويعلو ويهبط كقارب في بحر لجي يدق بعنف ويتكهرب وكأن به مسا بمجرد ذكر المحبوب أو رؤيته أو حتى أمل كاذب بموعد مقبل، فرياح الحب هوجاء لا ترحم.
ذكر جيمس برستد في كتابه فجر الضمير أن العقل لا ينهى ولكن يقدم للقلب معطيات كل قرار فينشرح القلب لهذا الأمر وينبسط له فيقدم على فعله وقد ينقبض القلب ويضيق فيتجنب هذا الفعل ويقول (قلبي مقبوض). فالقلب هو الحاكم بأمره المتسلط على أعمال الإنسان وقراراته. وقد أكد القرآن أن القلب هو القوة الحقيقية وراء كل فعل إنساني بقوله تعالى (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)، وقوله تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقوله تعالى (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، وغيرها من آيات تؤكد أن القلب هو محرك الإنسان الفعلي والموجه لعواطفه، فالقلب طالما أنه ينبض فهو قادر على أن يهوى وأن يعشق وفي ضرام الحب أن يحرق تردد دقاته أنه قد أضناه عشق الجمال، وإن الصدر قد ضاق بما لا يقال متحسراً على اليوم الذي مر به من غير أن يهوى وأن يعشق.
فالقلب الذي يضنيه عشق الجمال دليل على استمرار تعلقه وعشقه اللا نهائي، وهذا الضنى ليس له زمن محدد، فالحب قد يأتي في أي لحظة من العمر، فقط عندما يتوقف القلب يتوقف الحب فهو من المهد إلى اللحد، وهو ميل الطبع إلى الشيء ومحله القلب ولا يميل القلب إلى القلب إلا إذا كان متوافقا متجانسا، فالأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنكد منها اختلف، فالحب تماسك بين متشابهات لا عمر محددا له مقدرا ومكتوبا، لا يعرف الإنسان متى يطرق الحب باب قلبه، فالحب رزق يسوقه الله قد يتقدم ويأتي في العشرين وقد يتأخر ويأتي في الثمانين والتسعين فيسعد به الإنسان ويفرح ألم يقل بشار بن برد:
تعشقتها شمطاء شباب وليدها
وللناس فيما يعشقون مذاهب
وقد أحب مسلم بن عمران امرأة دمية عجوزا وعاش معها أجمل أيام حياته. وكتب التراث تطفحا بقصص الحب وعمايله مثل رسالة العشق لابن سينا، وطوق الحمامة لابن حزم، يؤكد يحيى بن أكثم أن العشق هو سوانح تسنح للمرء فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه.
وقد عشق الرئيس الفرنسي ماكرون معلمته برجيت ترونيو وعمره (15) وكانت هي (39) عاماً وتوج هذا الحب بالزواج، وهذا دليل أن الحب ليس له تاريخ صلاحية، فطالما القلب ينبض كان الحب. يقول محمود درويش الحب يأتي دون سبب لَيس هناك قيود له لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال ولا يقاس بعمر هو قدر.